باب حال المشاهدة

بسم الله الرحمان الرحيم
قال الشيخ رحمه الله وقد قال تعالى : إن فى ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد ( ق : الآية37 ) يعنى حاضر القلب
وقال أيضا وشاهد ومشهود ( البروج : الآية 3 )
وقال أبو بكر  الواسطى رحمه الله فالشاهد الرب والمشهود الكون : أعدمهم ثم أوجدهم
 وقال أبو سعيد الخراز رحمه الله فمن شاهد الله بقلبه  ( خنس عنه مادونه ، وتلاشى كل شيئ وغاب عند وجود عظمة الله تعالى ، ولم يبق فى القلب إلا الله
وقال عمرو بن عثمان المكى رحمه الله : المشاهدة ما لاقت القلوب من الغيب بالغيب ولا يجعلها عيانا ولا يجعلها وجدا
وقال أيضا : المشاهدة وصل بين رؤية القلوب ورؤية العيان ، لأن رؤية القلوب عند كشف اليقين فى زيادة توهم
وهو قول النبي صلعم : لعبد الله بن عباس رضى الله عنهما : اعبد الله كأنك تراه الحديث
وأما قوله عز وجل وهو على كل شيء شهيد ( سبإ : الآية 47 ) فقالوا : هو مشاهدة الأشياء بعين العبر ، ومعا ينتها  بأعين الفكر
وقال عمرو المكى رحمه الله : المشاهدة يعنى المحاضرة ، يعنى المداناة ، كما ذكر الله عزّ وجلّ : وسئلهم عن القرية التى كانت حاضرة البحر ( الأعراف : الآية 163 ) يعنى قريبة من البحر
 وقال عمرو المكى رحمه الله : المشاهدة : زوائد اليقين ، سطعت بكواشف الحضور ، غير خارجة من تغطية القلب
وقال أيضا رحمه الله : المشاهدة : حضور بمعنى قرب مقرون بعلم اليقين وحقائقها
وأهل المشاهدة على ثلاثة أحوال :
فالأول منها : الأصاغر ، وهم المريدون وهو ما قال أبو بكر الواسطى رحمه الله : يشاهدون الأشياء بعين العبر ، ويشاهدونها بأعين الفكر
والحال الثانى من المشاهدة : الأوساط، وهو الدي أشار إليه أبو سعيد الخراز رحمه الله ، حيث يقول : الحلق فى قبضة الحق وفى ملكه ، فإذا وقعت المشاهدة فيما بين الله وبين العبد لا يبقى فى سره ولافى وهمه غير الله تعالى
والحال الثالث من المشاهدة : ما أشار إليه عمرو بن عثمان المكى رحمه الله فى كتاب المشاهدة ، فقال : إن قلوب العارفين شاهدت الله مشاهدة تثبيت ، فشاهدوه بكل شيء ، و شاهدوا  كل الكائنات به ، فكانت مشاهدتهم لديه ولهم به ، فكانوا غائبين حاضرين  ، و حاضرين غائبين ، على انفراد الحق فى الغيبة والحضور ، فشاهدوه ظاهرا وباطنا ،   وباطنا وظاهرا ، وآخرا أولا ، وأولا وآخرا ، كما قال عزّ وجلّ :هو الأول والآخر والظهر والباطن وهو بكل شيء عليم (الحديد : الآية 3 )
و المشاهدة : حال رفيع وهى من لوائح زيادات حقائق اليقين
وتقتضى حال اليقين

Tidak ada komentar:

Posting Komentar